إن الطاقة التي فجرتها الجماهير المصرية طوال 18 يوما وإصرارها على ضرورة تنحي مبارك ومطالبتها بالتغيير كانت مسار فخر واحترام العالم كله، خاصة أنها اتسمت بالسلمية والتحضر وعدم العنف رغم المشكلات الاجتماعية والاقتصادية التي تعاني منها البلاد، ورغم صعوبة التحديات التي تواجه المرحلة الانتقالية. إن التحدي الذي يواجه مصر ما بعد الثورة يتمثل في وجود داعم مؤسسي لمرحلة بناء النظام الجديد، فتجارب أوربا الشرقية كان الاتحاد الأوربي والولايات المتحدة أكثر من داعمين إنما شركاء في مشروع التغيير والبناء على السواء، وفي أمريكا اللاتينية انطلق مشروع البناء من نقطة التوازن بين سلطة النظام العسكري القوي والشعب، أما مصر فلا بديل عن دور المؤسسة العسكرية في ظل ضعف التنظيمات والقوي السياسية وفي ظل فراغ السلطة وغياب الشريك الخارجي الذي يتمتع بثقة الداخل، ولامناص من استمرار هذا التزاوج بين الشعب الذي صنع الثورة والجيش الذي حماها على أساس تأمين المرحلة الانتقالية لا بقاء الجيش في الحكم.
ثورة، مظاهرة إعتصام، حسني مبارك، دور الجيش، ميدان تحرير، مصر.