ظل المغرب بحكم موقعه الجغرافي المتميز كبوابة للقارة الإفريقية، ووجوده عند مفترق الطرق البحرية الأكثر ملاحة في العالم، وبفضل توفره على واجهتين بحريتين: واحدة تطل على البحر الأبيض المتوسط والأخرى على المحيط الأطلسي، في قلب الحياة البحرية لاقتصاد العالم، وعرف بالتالي كيف يستفيد، بطرق مختلفة، من المزايا التي يوفرها له هذا المحيط الجغرافي المزدوج لتطوير ثقافته البحرية المتعددة. ومن هذا المنظور، ولتقييم أفضل لتطورها التاريخي، نسعى من خلال هذا النص إلى إبراز الدور الريادي لموانئ المغرب والموانئ المجاورة، خاصة ميناء مضيق جبل طارق، كما سيتم التركيز على دور هذه الموانئ، ووظائفها وأهميتها ضمن الطموحات الاقتصادية والسياسية للبلاد في الماضي والحاضر.
تاريخ الموانئ، المغرب، مضيق جبل طارق، الثقافة البحرية.