يبحث المقال في مسألة مدى القدرة على التحكم في النمو الاقتصادي، ماضيا و حاضرا، لمنطقة على ضفتي مضيق جبل طارق في فترات مختلفة، و في العوامل الحاسمة في ذلك، في السابق و الحاضر. و تعد نقطة البداية في التحليل المقارن خطاطة اجتماعية و تاريخية لمدينتين مينائيتين –غادس (قادس) وطنجيس (طنجة)– و اللتين لا يكتسب تطورهما من حيث التعمير والمجتمع وضعا مهما إلا عند النظر إليهما معًا وفي سياق الفضاء الاقتصادي المحدد: ارتباطهما بالمجال المينائي وترابطها المتداخل مع الأراضي الإمبراطورية أو الوطنية، أو ذات الطبيعة العالمية. إن التركيز اللاحق على الموانئ الحالية لطنجة المتوسط والجزيرة الخضراء يمنح قاعدة للخوض في مسألة الربط بين غادس وطنجة المتوسط، والذي يستخلص تفكراته من المجال المتوتر للوجود والتفاعل البشريين حول الخلفية الاقتصادية بالأساس لبعض التحديات الوجودية المتطابقة هيكليا، لكنها تعتبر دائما جديدة بالنسبة لكل جيل. في النهاية، فإنه يبين بأن التاريخ، و ليس الجغرافيا، هو من يخلق الفضاء، كذلك و بالأخص، في مضيق جبل طارق.
غادس، طنجيس، طنجة المتوسط، مضيق جبل طارق، مدينة مينائية، تاريخ مقارن، دراسات حضرية.