منذ عهد الرومانسية و إلى يومنا هذا، عرف مفهوم الحديقة الإسبانية الإسلامية تطورا موازيا لتغير طريقة فهم واقع الأندلس، ليكتسي، في لحظات مختلفة و عند بعض الكتاب، دلالات متناقضة أحيانا. ستخضع الظاهرة للتحليل من خلال ربطها بالتحولات الإجتماعية و مساهمتها في خلق نمط بستاني جهوي، سيفرض نفسه كقاعدة في العقود الأولى من القرن العشرين، و بزخم أكبر، بعد الإنتصار العسكري و الإيديولوجي للفكر القومي خلال الحرب الأهلية. في هذا السياق، ستخضع للدراسة مساهمات وجوه بارزة في مجال هندسة المناظر الطبيعية الإسبانية، النظرية منها و التطبيقية، سواء في سوابقها، من خلال مؤلفين إسبان مثل ميليطون آتيينثا أو بيدرو جوليان مونيوث إي روبيو، أو في تشكيلتها النهائية، التي يعود فيها الفضل الرئيسي للرسام سانتياغو روسينيول، و المنظر و البستاني الفرنسي جون كلود نيكولاس فوريستيي. هكذا يتداخل تحليل تجليات تاريخية المفهوم، مع إنعكاساته على الحدائق التي صنعت في كل مرحلة في إطار جماليات إسلامية مفترضة.
الحديقة الجهوية، الحديقة الإسبانية الإسلامية، جون كلود نيكولاس فوريستيي، سانتياغو روسينيول، فرانسيسكو برييطو مورينو.