أمكن للفظ «الطائفة»، في سياقات إسلامية شديدة التنوّع، أن يندرج في لوائح مصطلحات عديدة متخصّصة: صوفية واجتماعية مهنية وسياسية تاريخية... إلا أن اللفظ نفسه عرف، في القرنين الماضيين، ضموراً ملحوظاً في ماصَدَقِه، فأصبح، في أيامنا، يكاد لا يستعمل إلا بمعنى «الطائفة الدينية». عليه، عاد غير ممتّع بصفة «المقابل التامّ» للفظ الفرنسي .communauté فإن هذا الأخير لا يزال يتركّب، في الظاهر أو في التقدير، مع صفات من قبيل «القروية» أو «الوطنية» أو «الدولية»، فضلاً عن استوائه موصوفاً للـ«مذهبية« أو للـ «دينية». تتناول ورقتنا مشكلاً جدّ معروف: وهو مشكل التطوّر غير المتناظر للمضامين الدلالية الماثلة، مباشرة أو مداورة، في ألفاظ أو مصطلحات تنتمي إلى لغتين ويفترض الاستعمال السائر «تقابلاً» بينها لا جدال فيه. والحال أن كلّ معجمي (وخصوصاً المعتني بالمعاجم المتقابلة) يعلم أن «التقابل» و«الترادف» ليسا... مترادفين! وقد حاولنا أن نبرز هذا الواقع مرّة أخرى بالانكباب على حالة مصطلحين ذوي مقام مركزي جداً في «الأدبيات» السياسية المتعلقة بالعالمين العربي والإسلامي بما فيها تلك التي تتخذ «المواطنة» موضوعاً. ونحن نأمل أن نكون قد أسهمنا بذلك، بمقدار ما تتيحه هذه الحالة النموذج، في كشف بعض الأشراك التي تعترض سبيل المترجم وفي كشف الطابع المتعدّد الأبعاد للإعداد الذي يبيح للمترجم مزاولة مهنته بجدارة.
طائفة، طائفية، جماعة، تقابُل، ترادُف.