تبدو الإنقسامات المذهبية ما بين العربية السعودية و إيران كنتاج للتنافس الجيوسياسي من أجل الهيمنة في منطقة الشرق الأوسط مع التشديد على السردية المذهبية و ليس على التدين. و تعكس هذه »الحرب الباردة« التنافس الناتج عن المواجهة الجيوسياسية ما بين البلدين في الخليج الفارسي التي تعد اليوم العامل الدولي الأكثر أهمية في منطقة الشرق الأوسط، و الذي حل محل النظام الإقليمي القديم. و تتنافس إستراتيجيات الدولتين بشكل رئيسي من خلال الحرب الأهلية في سوريا و على ساحات المعارك في كل من العراق و لبنان. و قد تحولت الحرب الأهلية في سوريا إلى حفاز جديد للتنافس ما بين العربية السعودية و إيران. و النتيجة هي أن إيران أصبحت تدافع –لأول مرة– عن مصالح إقليمية كدولة مذهبية بدل دولة الثورة الإيرانية كما كانت تفعل في السابق. و من جهة أخرى، فإن مصداقية العربية السعودية في المنطقة سيلحقها الضرر بشكل جدي بسبب سرديتها المذهبية المتشددة و التي يمكن أن تؤدي إلى تقويض إستقرارها الذاخلي.
العربية السعودية ضد إيران، التنافس الإقليمي، التقاطب المذهبي، »الحرب الباردة«، السنة ضد الشيعة، الحفاز السوري.