يجب الإقرار بأن الهجرة الإسبانية لمناطق الساحل الشمالي الغربي لإفريقيا لم تخضع لدراسة كافية في سياق الإنتاج البيبلوغرافي الذي يعرض لوجودنا الإستعماري في هذه المنطقة، و ذلك يعود، من جهة، لصعوبة ولوج الأرشيف الإسباني المتوفر على الوثائق الإستعمارية، و من جهة أخرى، بسبب الصعوبات الملازمة لبحث من هذا القبيل. و يسعى هذا المقال إلى لفت الإنتباه لهذا الموضوع من خلال تحليله للهجرة الإسبانية في ثلاثة مناطق وهي: إيفني، الصحراء الغربية و مدينة نواذيبو. و يتناول الشق السياسي و الشق الإقتصادي لهذه الهجرة. إذ لعبتا كل من الصحراء و ما كان يعرف سابقا ببورإتيان دورا حاسما في الجانب المتعلق بالهجرة السياسية، لأن الأولى كانت وجهة إبعاد لمعارضي النظام السائد (سواء في عهد الجمهورية الثانية أو في عهد ديكتاتورية فرانكو)، أما الثانية فقد إحتضنت كل الهاربين من قمع نظام فرانكو. لكن مع ذلك فقد كانت الهجرة الإقتصادية الأكثر أهمية كميا و كيفيا، بالنظر لأثر الإسثمارات الإسبانية المضاعف في الصحراء و موريطانيا، و بالنظر لنفقات الإدارة العسكرية في تلك المنطقة. و طبعا فإذا كان حضور الكناريين غالبا في نواذيبو، فإن حضور الإسبان المنحدرين من مناطق أخرى هو الذي كان غالبا في الصحراء و إفني.
الإستعمار، الهجرة، إفني، الصحراء الغربية، موريطانيا.