كانت طنجة مدينة عالمية منذ أن حولها السلطان إلى عاصمة ديبلوماسية للمغرب في نهاية القرن الثامن عشر، لكن إسبانيا و الإسبان لعبوا بدورهم دورا أساسيا، في خضم هذا الإنفتاح على العالم، على المستوى الديمغرافي، و اللغوي ثم الثقافي. و يستعرض هذا المقال دور الإسبان في المدينة منذ أن كانت ملاذا لليبراليين في العقود الأولى من القرن التاسع عشر، إلى أن تحولت إلى وجهة لهجرة إقتصادية يقصدها مواطنو الضفة الأخرى لمضيق جبل طارق. ثم يقوم بتحليل خصائص الجالية الإسبانية في المدينة منذ ثمانينات القرن التاسع عشر إلى منتصف القرن العشرين، فضلا عن التطور الديمغرافي إلى يومنا هذا، إعتمادا على بحث إستند فيه على أرشيف القنصلية الإسبانية العامة بالمدينة. كذلك يستعرض هذا البحث ملامح عديدة لحياة المدينة خلال القرن العشرين، و التي عرفت أسبنة بيّنة بفضل الحضور القوي للإسبان بها، بحيث وصل عددهم إلى 30000 نسمة و الذين عاشوا فيها يوم كانت مدينة بوضعية دولية. بعد الإستقلال قل تدريجيا عدد الجالية الإسبانية، و التي فقدت تأثيرها بفعل الهجرة الكثيفة من باقي مناطق المغرب إلى المدينة.
طنجة، المغرب، الديمغرافيا، الإسبان في المغرب.