كثيرة هي التحليلات التي شدّدت بعد سقوط الرئيسين بن علي و مبارك على الدور الذي لعبته الشبكات الإجتماعية في الثورة العربية. و مع أنه يسرّنا كثيرا الاعتراف أخيرا بأهمية «ثورة المعلومات» التي بدأ يعرفها العالم العربي، فإنه من المستحسن عدم تضخيم دور تكنولوجيا المعلومات و الإتصالات التي تندرج في سياق أداء إعلامي لازالت تؤدي فيه وسائل الإعلام الجماهيري «التقليدية»، مثل الفضائيات، دورا بالغ الأهمية. و لكي نفهم الكيفية التي استطاعت من خلالها أداء دور المحفّز للتغييرات السياسية التي قد تكون لها فعلا، في نهاية المطاف، «جذور ثقافية رقمية»، يجب الخروج من النسق السياسي التقليدي لفهم الآثار المترتّبة داخل الفضاء الإجتماعي العام عن التحولات التي تحدث في المجال الفردي، و الناتجة عن تقنيات تُغير العلاقة بالسلطة بشكل عميق.
الثورة العربية، تكنولوجيا المعلومات و الإتصالات، ثورة المعلومات، وسائل الإعلام.