النقاش حول «الإصلاح الإسلامي» يخفي عدداً من المسائل المتصلة فيما بينها التي سيتم تحليلها في هذا المقال، وهي: الحجة التي يتم الإدعاء بها في العديد من الأحيان، القائلة بأن الإسلام يتميز بغياب رجال الدين الرسميين، وهو مظهر يسهل الأمور بالنسبة للإصلاحيين أصحاب الكاريزما لتحدي التقاليد، والحجة التي لها صلة بالمواجهة بين القيم. تنطلق هذه المواجهة من المأزق الذي يواجهه المسلمون منذ منشأ العصر الحديث. لا يعود مصدر هذه الحجة لمجرد الشعور بالدونية الناتجة عن البقاء في الوراء (والخضوع والإهانة فيما بعد) بسبب المادية المتطورة للغرب، بل إنها تعود أيضاً للشعور بالوضع الدفاعي من الناحية الأخلاقية في مسائل مثل الديمقراطية وحقوق الإنسان العالمية وحقوق المرأة، الخ. من العناصر المعقدة والمهمة جداً مسألة أن في الوقت الحالي هذا الإصلاح الديني يعد مطلبا خارجيا أكثر من كونه مطلبا داخليا ينطلق من المجتمع الإسلامي نفسه.
الإصلاح الإسلامي، السلطة الدينية مقابل أزمة السلطة، التقليد الديني.