لقد سبق أن تناولنا في عملين سابقين التوسعة التي قام بها الحَكم الثاني في مسجد قرطبة، بالتشديد بشكل خاص على المقصورة الكبيرة المكونة من ثلاث فضاءات مركزية. كما أيضًا أثرنا فيهما كيف أخذت بعين الإعتبار الأشكال الموجودة في منطقة المقصورة والمحراب، الموروثة من العهد الأميري، من طرف الملك الجديد لحظة وضع توسعته، و بالأخص عند الأشطر الأولى من الفضاءات المركزية الثلاث. و يخص بحثنا على وجه التحديد الفضاء الأبعد في اتجاه الشرق– الذي سيبنى فيه لاحقا الضريح الملكي –الذي سنركز فيه على التحول الذي أعطاه شكلا متجددا و وظيفة جديدة، في مراحل لاحقة على عهد الحَكم الثاني و دائما في فترة العهد الإسلامي.
قرطبة، المسجد، الضريح الملكي، المنصور، مفتي، فقه.