تحاول هذه الدراسة إبراز تأثير أولئك العلماء الأندلسيين في العلوم العثمانية، الذين هاجروا عقب انتهاء الحكم الإسلامي في شبه الجزيرة الإبيرية، و ساهموا في اغناء حقل العلوم العثمانية بمصادر جديدة لم تكن معروفة يومها. و قد أدخلوا في الوقت نفسه التقاليد العلمية الخاصة بعصر النهضة، و خلقوا تقليدا جديدا عرف بالتقليد «الأوروبي- المسيحي» أو «العبري- اليهودي»، و الذي كان مغايرا للأدب العلمي الإسلامي. و توجد هذه الإسهامات مجموعة على نطاق واسع في المؤلفات العلمية. و عليه، فإن الهدف الرئيسية لهذه الدراسة يتمثل في تجميع أمثلة من هذه الإسهامات من خلال دراسة دقيقة للمصادر و المخطوطات. ومن بين هؤلاء نجد عبد السلام المهتدي المحمدي، موسى بن هامون، أو ابن ياني الإسرائيلي، من بين آخرين. و كنقطة أخيرة للدراسة، من المهم إبراز التطور العام للعلوم العثمانية في إرتباطها بالتقليد العلمي الإسلامي القديم والتقليد الغربي الحديث، حيث من الواضح أن هناك اهتمامًا بالكلاسيكيين و بإرثهم الثقافي، الذي كان تقريبا قد طواه النسيان.
الإمبراطورية العثمانية، العلوم العثمانية، علماء الأندلس، المصادر العلمية، الأدب العلمي، العلوم الإسلامية.