تتشكل الدراسة التالية من محورين موضوعاتيين. و نتطرق في الأول منهما للنقاش التأريخي الذي يثير الإهتمام في المغرب من حول تاريخ الزمن الحاضر، بإعتباره مؤشرا دالا عن الإنفتاح الملحوظ الذي شهدته البلاد منذ تسعينيات القرن الماضي في مجالي السياسة و حقوق الإنسان. و سنشرح لماذا أعتٌمد تبريد شهادة الذاكرة و كيف أصبح عمل المؤرخ ضرويا، بإعتباره الفاعل المؤسساتي الوحيد المؤهل لإعادة بناء الماضي، و رصد الوقائع من خلال رؤية رزينة خالية من الضغينة و الأحقاد. و نشدد، بموازاة ذلك، على الدور المسند لإطار تفكري تٌثبت فيه مساهمات الباحثين في مجال التاريخ و فاعلي المجتمع المدني العرضانية القائمة مابين علم التاريخ (الهيستوغرافيا) و النسيج الجمعوي، و التي من شأنها تمتين و تعزيز المسار الديمقراطي و الحريات العامة. أما الشق الثاني من الدراسة فهو عبارة عن خطاطة لتوجهات علم التاريخ (الهيستوغرافيا) المعتمد إلى حدود الآن لدراسة قضايا مثل إنهاء الإستعمار، و الوطنية، و الحركات السياسية المغربية و تشكل دولة مابعد الإستعمار. و تستند الدراسات و المساهمات في هذا المجال التي تثير إهتماما كبيرا في أوساط الباحثين إلى مادة بيبلوغرافية غزيرة و متنوعة. بحيث تعد الوثائق المكتوبة، و المصورة، و السمعية البصرية، و المقابلات ، و يوميات و مذكرات الفاعلين السياسيين و الشخصيات التي أثرت في مسار التاريخ، و الدراسات التاريخية ، تعد المصادر التي تتم مراجعتها و تحليلها في هذه الأعمال. فبفضل كل هذه المادة أصبحت متاحة إمكانية إعادة طرح سلسلة من الإشكاليات التي تسمح بإبراز بعض الأوجه الغير المعروفة لهذا التاريخ الحديث العهد. في آخر المطاف، تم التشديد على مجموعة من القضايا من منظور موضوعي من شأنه ربما المساعدة على إيجاد جواب على القضايا الراهنة.
تاريخ الزمن الحاضر، المغرب، علم التاريخ، إنهاء الإستعمار، الوطنية.