يلخص هذا المقال إستنتاجات و توصيات التقرير العربي الأول حول الفقر المتعدد الأبعاد الذي قدم في شهر شتنبر 2017 أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك. ويأتي هذا التقرير بعد ثلاث سنوات من التعاون بين مجلس وزراء الشؤون الاجتماعية في جامعة الدول العربية، واللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (إيسكوا)، وصندوق الأمم المتحدة الدولي لرعاية الطفولة المخصص للطوارئ ( اليونيسيف)، ومبادرة الفقر والتنمية البشرية التابعة لجامعة أكسفورد (أوفي). ويتمثل الهدف الرئيسي من التقرير في تقديم مقترحات عملية لتعزيز الجهود العربية من أجل القضاء على الفقر بجميع أبعاده، وتنفيذ أجندة 2030. ويلخص هذا المقال النتائج المستخلصة بشأن الفقر المتعدد الأبعاد في الأسر المعيشية من خلال إستخدام مؤشر فقر متعدد الأبعاد متكيف مع المنطقة العربية. وكانت نقاط البداية هي مؤشر الفقر متعدد الأبعاد على الصعيد العالمي، الذي خضع بدوره لمراجعة و تكييف عبر عملية تشاور متكررة مع خبراء إقليميين وعالميين، وكذلك مع ممثلي حكومات المنطقة، من أجل تحديد التحديات و البعد ومؤشرات الفقر ذات الأهمية بالنسبة لسياق المنطقة الاقتصادي والاجتماعي. ويغطي التحليل 10 بلدان عربية تمثل 75% من سكان المنطقة. و يظهر المقال، خلافا لما جرى الإعتقاد به في المنطقة، أن الفقر متعدد الأبعاد واسع الانتشار و يطال أكثر من أربعة من كل عشرة أسر معيشية في المنطقة العربية، وبإستخدام تعريف أكثر صرامة للفقر، فإن 13.4% يصنف فقرا مدقعا. بل أكثر من ذلك فإن الربع يوجد في وضعية هشاشة أمام الفقر. ويظهر التحليل بأن التفاوتات الإجتماعية هي واسعة الانتشار على المستوى الجغرافي (بين البلدان، و بداخل كل منها)، فضلا عن علاقتها بالخصائص الاجتماعية والاقتصادية للأسر المعيشية. و يظهر التحليل عند مقارنته للبلدان فيما بينها بأن متوسطة الدخل منها، على الرغم من أن مستويات الفقر فيها هي أقل من المتوسط في المنطقة، تتوفر على جزء أكبر من السكان معرضين للفقر. وإذا انتقلنا إلى تحليل البلدان الأقل نموا، فإن نسبة الفقر المدقع تبلغ مستوى عاليا. وإذا نظرنا إلى أسباب الفقر الرئيسية ، فإنه يبدو أن لغياب التعليم دورا رئيسيا في ذلك. ويختتم التقرير بصياغة توجيهات رئيسية حول السياسات الرئيسية التي تغطي المجالات المتصلة بمعالجة قضايا مثل إختلالات التعليم، وتحسين نظم الحماية الاجتماعية، والاستثمار في الطفولة، وتنمية المناطق الريفية، أو الاستجابة للتحديات والقيود التي تواجه تطوير مؤشر الفقر المتعدد الأبعاد العربي، كما يدعو إلى ثورة البيانات في المنطقة العربية.
المنطقة العربية، الفقر المتعدد الأبعاد العربي، القضاء على الفقر، إختلالات التعليم.