يشكل العالم العربي و الإسلامي واحد من الفضاءات الجغرافية ذات الأولوية بالنسبة للسياسة الخارجية الإسبانية على مدار القرن العشرين. و مع أن المصالح الإسبانية كانت متركزة في شمال إفريقيا، إلا أن المجال الجغرافي للسياسة الإسبانية إتسع ليشمل كل الشرق الأوسط بعد نهاية الحرب العالمية الثانية. و قد إستعمل نظام الجنرال فرانكو هذه السياسة بغية الحصول على دعم الدول العربية لكسر العزلة الدولية التي كانت مضروبة عليه، و للإنضمام لمنظمة الأمم المتحدة، مثلما سيستعملها لاحقا في قضية جبل طارق. لكن بالرغم من ذلك، لا يمكن الحديث عن سياسة شاملة إتجاه المنطقة قبل إنضمام إسبانيا إلى المجموعة الأوروبية سنة 1986؛ حينها فقط تحولت منطقتي البحر الأبيض المتوسط و العالم العربي، اللتان كانتا تحظيان بأولوية السياسة الخارجية خلال نظام فرانكو (1939 – 1975)، إلى بعدين نشطين للسياسة الخارجية الإسبانية. و منذ ذاك أضحت منطقة البحر الأبيض المتوسط أحد المجالات الجغرافية التي أظهرت فيها الديبلوماسية الإسبانية طموحا أكبر في سعيها لتحقيق هدفين يتمثلان، من جهة، في توطيد موقعها كقوة إقليمية، و من جهة أخرى، في تعزيز الدفاع عن مصالحها الأمنية في منطقة ينظر إليها كحدود إستراتيجية للإتحاد الأوروبي. و قد ساهمت هذه النظرة بشكل حاسم في جعل أولوية العلاقة مع هذه المنطقة من الثوابث التي إلتزمت بها كل الحكومات المتعاقبة، بغض النظر عن لونها السياسي.
السياسة الخارجية، إسبانيا، العالم العربي و الإسلامي، المغرب العربي، الشرق الأوسط و المغرب.